نشاط تحالف ادارة الرأي العام بشان الحوار الاستراتيجي العراقي الامريكي
بغداد: POMA
ناقش تحالف إدارة الرأي العام، يوم الجمعة، الموافق 2020/6/12 ملف الحوار الاستراتيجي العراقي الامريكي، بمشاركة عــدد من الشخصيـات السياسية والأكاديميـة والإعلاميـة بالإضافة الى عدد من ممثـلـي منظمات المجتمع المدني . دارت المناقشات حول تحديد اطار الحوار الاستراتيجي العراقي الامريكي , بوصفه حوار تمهيدي لتأسيس أرضية مشتركة بين البلدين يمكن التفاوض عليها مستقبلاً, لذا فأن المدخل الصحيح لهذا الموضوع يتمثل في أستقراء المساحة المتفق عليها او المتصورة أو المتوافق عليها ضمنا للحوار و بالتالي المفاوضات , بهدف استشفاف المضمون الفعلي للحوار و ادوار الاطراف المعنية و المخرجات المتوقعة في ضوء المعطيات الجيوستراتيجية .
اشارت عدد من المداخلات و في مقدمتها مداخلة د سعد السعيدي الى ان هناك ضرورة لمنح دور و مساحة كافية للقوى الاقليمية وفي مقدمتها إيران في النقاش لانها معنية بشكل كبير بهذا الحوار فلا يجب ان نستبعد أبداً ان هناك ضغوط قادمة من قبل إيران بالتحديد على اللاعبين الأساسيين والمحتملين في العراق من اجل اجبار الولايات المتحدة على سلوك معين لقاء التنازل عن مكاسب معينة لمصلحة إيران لاسيما في مجال تخفيف العقوبات الاقتصادية , وتمديد الاستثناءات وبخلاف ذلك ستضغط باتجاه عرقلة الحوار, وأن الولايات المتحدة واعية لهذه المعادلة وستتصرف على نحو يحتوي هذا الضغط بالأخص اذا كانت تمتلك استراتيجية متكاملة تمنحها القدرة على الإمساك بزمام الأمور لاحقا.
من هذا المنطلق ذهب د واثق السعدون الى أن ايران مهمة في هذه المباحثات،ذلك أن جل القضايا التي تم طرحها في الحوار تتعلق بالمواجهة الأمريكية-الايرانية في الساحة العراقية. لذلك فأن اهمال العامل الايراني أو تجاهله لن يحل المشكلة، وتجاهل الدور والنفوذ الايراني في العراق لن يلغيه. مثلما ان التخبط السياسي الأمريكي في العراق طوال السنين الماضية هو الذي خلق الفراغ السياسي والأمني الذي ملئته ايران بجدارة، عليه يجب ان لا يطلب الأمريكان من العراقيين ببساطة ان يضعوا حداً لهذا النفوذ الايراني، انما يجب ان يجلس الأمريكان والعراقيين و(الحكماء) من ايران، ويضعوا حلاً حقيقياً لهذه المعضلة لأن العراق والمنطقة لن تتحمل مزيداً من التوترات، والأوضاع الاقتصادية والأمنية في المنطقة هشة جداً، و على كل الأطراف المتصارعة في العراق ان يتخلوا عن المعادلة الصفرية التي تهدف الى جعل الخصم يخسر كل شيء، فالعراق بحاجة الى ايران والولايات المتحدة، وايران بحاجة للعراق، والولايات المتحدة بحاجة للعراق.
بالمقابل وحسب مداخلة د منتصر العيداني فأن ماتقدم يعني بناء معادلة كبرى جيواستراتيحية , لكن هل الحوار مصمم لذلك ؟ , ام ان مثل هذا الاتجاه قد يفشل الحوار لانه مصمم لصفقة جزئية مع عدم الرغبة بإدخال الحوار في ضوء معطياته الراهنة في مسار اكثر شمولا وبالتالي اخفاقه وفقا لرؤية اهم الاطراف التي تدرك طبيعة الموقف الحالي في المنطقة والعالم.
ذلك أن القدر المتعلق بالعراق او الادق بالحكومة الحالية بتوصيف قدراتها في ضوء المساحة الواسعة للصراع الامريكي الايراني اقل من ذلك, كما ان نفي الدور العراقي كليا او جعله شكليا تماما كما يعتقد البعض ينفي اساس الحوار,لذلك اعتقد ان هناك خطوط دقيقة متعرجة تفصل بنفاذية حدود التفاوض عن مجمل الأوضاع الأخرى.
عليه و مع الاخذ بوجهة النظر السابقة اوضح د.واثق السعدون أن على الولايات المتحدة أن تدرك محدودية قدرة وامكانات الحكومة الحالية وجسامة التحديات التي تواجهها، لذلك على الأمريكان أن يساعدوا الحكومة الحالية بأن لا يضعوها أمام خيارات فوق طاقتها، وأن يساعدوها بمحاولة حلحلة جزء من الصراع الامريكي-الايراني ضمن آليات إقليمية ليخففوا ضغط هذا الصراع على الساحة العراقية، بمعنى توزيع ضغوط هذا الصراع على مساحة أوسع أو تنفيسها من مواقع أخرى وأن لا يركزوه في العراق، (هنالك عدة جبهات للمواجهة الأمريكبة-الايرانية في المنطقة)، ومن جهة أخرى على الأمريكان أن يساعدوا الحكومة العراقية بتقوية أدواتها السياسية والأمنية والاقتصادية لتكون قادرة على أداء الأدوار المنتظرة منها، ما عدا ذلك سيكون الأمريكان كمن يقول للكاظمي “أذهب انت وربك فقاتلا”.
مهمة الكاظمي :
طرح أ.خالد الناصر رؤيته في هذا الصدد قائلا: تابعت في الاسابيع الماضية اراء باحثين في معهد واشنطن , او ما كتبه روبرت فورد حول هذا الموضوع , و لاحظت ان هناك توجهين في هذا الاطار :
الاتجاه الاول: والذي يتبناه روبرت فورد هو ان هذا الوقت هو الانسب لتمارس الولايات المتحدة كل مالديها من ضغط على الكاظمي من اجل تنفيذ الاجندة الامريكية في الحد من النفوذ الايراني في العراق ويعلل ذلك بكون العراق يمر بأزمة اقتصادية خانقة ويستجيب لكل الضغوط
الاتجاه الثاني : ويتبناه عدد من باحثي معهد واشنطن ، حيث يذهبون الى ضرورة ان تمنح الادارة الامريكية الفرصة الكافية للكاظمي في عملية السياسة الناعمة مع ايران وان لا يوضع الكاظمي امام خيارين لا ثالث لهما ويعللون ذالك بان الوقت هو من صالح امريكا وليس من صالح ايران على ان يستمر الضغط الاقتصادي على ايران لتسهيل مهمة الكاظمي .
الفريق التفاوضي :
في سياق النقاشات طرح د واثق السعدون مقترحا على صناع القرار في العراق, فقد اقترح تشكيل وفد تفاوضي بنفس مستوى المهارة للحوار مع ايران على قاعدة المصالح المشتركة وقاعدة التفهم المتبادل لهواجس الطرفين، ايران من حقها ان تطمأن بأن العراق لن يكون منطلقاً لمخططات أمريكية ضدها، والعراق من حقه أن تتبنى ايران سياسة ورؤية جديدة تجاه العراق، وان تتخلى عن فكرة جعل العراق الساحة المثالية لمواجهة الولايات المتحدة، هذه المعادلة استنزفت أمن وأقتصاد واستقرار العراق وضيعت حاضره وربما تضيع مستقبله، واستمرار هذه الرؤيا قد تقود العراق نحو المجهول .